إذا كان الرب يُعلِّمنا في الصلاة الربانية التي سلَّمها لنا أن ندعوه أباً، فيبدو لي أنه لا يفعل سوى أنه يضع أمامنا أسمى نوع من الحياة كناموس لنا؛ لأن “الحق” لا يُعلِّمنا أن نخدع نفوسنا ونصفها بما ليس هو حالنا وأن نستعمل اسماً ليس لنا حق فيه. ولكننا إذا دعونا ذاك الذي هو غير فاسد وبار وصالح أباً لنا فعلينا أن نُثبت بحياتنا أن هذه القرابة حقيقية. أتُرى كم نحتاج إلى استعداد وأي نوع من الحياة علينا أن نعيش؟ وأية حرارة يجب أن تكون عليها غيرتنا حتى تحقِّق ضمائرنا نقاوةً تُعطينا شجاعةً أن نقول لله “يا أبانا”؟ (القديس اغريغوريوس النيصي)