شرح قطمارس يوم الثلاثاء من الأسبوع الثالث من الصوم الكبير
(تفسير القس أنطونيوس فكرى)
** النبوات:
أمثال سليمان:
يا ابني إن قبلت كلام وصاياي وخبأتها عندك (وصايا الله هل نسمعها وننفذها؟).
حينئذ تفطن لمخافة الرب = أي من ينفذ الوصية تنفتح عيناه فيفهم من هو الرب. فتنفيذ الوصية يعطي نقاوة بها نعاين الرب (مت7 : 24 – 27)، وندرك ما يربحه التائب، ونرهب من مصير الأشرار.
إشعياء:
هنا نرى الله يستخدم أشور كأداة تأديب ضد شعبه، الله أب يؤدِّب أولاده ليخلصهم فيعودوا إليه (إلاّ أننا نرى المؤدِّب أشور يزول فهو ليس سوى مجرد أداة تأديب).
ونتيجة التأديب= إنما يعتمدون على الله قدوس إسرائيل بالحق.
فالله يؤدب ابنه الضال الذي ترك بيت أبيه بضربات كثيرة حتي يعود، وإذا عاد يبرره ويكافئه ويستر خطيته. ولكن لا تبرير بدون الإيمان بدم المسيح وبعد الإيمان علينا أن نطيع وصايا الله.
** باكر:
المزمور:
كثيرة هي ضربات الخطاة = هل لا نميِّز أن الخطاة يُضربون، فلماذا لا نتوب. من لا يتوب فهو جاهل بلا حكمة (راجع نبوة الأمثال اليوم). أما الذي يتكل على الرب، الرحمة تحيط به.
الإنجيل:
إذا رأيتم سحابة.. تقولون أن المطر آتٍ .. أيها المراؤون تعرفون أن تميزوا .. وهذا الزمان كيف لا تعرفون أن تميزوه = بالنسبة لنا فعلامات قُرب مجيء المسيح واضحة فكيف لا نميِّز ونقدم توبة سريعاً. ولطالما رأينا علامات غضب الله فى ضرباته ضد الأشرار بسبب خطاياهم ، أفليس هذا كافيا لنكف عنها؟
** القراءات:
البولس:
نفهم من البولس أنه لا تبرير سوى بالإيمان بدم المسيح الكفاري. وهذا ما يغفر الخطايا طوبى للذين غُفِرت لهم أثامهم وسُتِرَت خطاياهم= سُتِرَت أي تم تغطيتها بالدم وهذه هي الكفارة بدم المسيح. ولكن بعد الإيمان يجب أن تكون هناك أعمال، وهذه نراها فى الكاثوليكون أى السلوك فى البر وحفظ الوصايا. لكن بدون دم المسيح فلا قيمة لأي عمل.
الكاثوليكون:
سبب التبرير = إن أخطأ أحد فلنا شفيع عند الآب يسوع المسيح البار. وهو كفارة عن خطايانا وبعد التبرير لابد من الأعمال كما قلنا = من قال إني قد عرفته ولم يحفظ وصاياه فهو كاذب وعلامة السلوك في النور المحبة.
الإبركسيس:
قصة رمزية = هنا سفينة (رمز للكنيسة) في البحر (في العالم). وفيها بولس الرسول ينذر (كلام الله ينذرنا). هم أرادوا أن يشتوا في فينكس (إرادة بشرية) وهذه الإرادة عكس إنذار بولس، فهم رفضوا الإستماع إليه. فغرقت السفينة، وهذا ما يحدث أنه حين أتبع صوت رغباتي الخاصة ضد إنذار الكتاب المقدس أهلك. ولكن واضع القطمارس بحكمة إلهية لم يذكر خبر غرق السفينة.. والمعنى أنه ترك الباب مفتوحاً أمام كل منا، لنختار ما نريد، أما الكنيسة ككل فهي لن تغرق.
** القداس:
المزمور:
طوبى للرجل الذي لم يحسب له الرب خطيئة = حينما عاد الابن الضال (الخاطئ) غفر له أبوه وألبسه حلة البر الأولى.
أما الذي لا يقدم توبة وإعترافاً عن خطيته = أنا سكتُ فبليت عظامي.
الإنجيل:
العبد لا يثبت في البيت إلى الأبد = هذا تطبيقه المباشر قصة الابن الضال، الذي إذ كان مُستَعبَداً للخطية لم يثبت في البيت، وترك بيت أبيه. لكن إذ تاب عن خطيته عاد لبيت أبيه ونرى هنا أن معرفة الحق (المسيح) تحرر، إذ حينما نكتشف اللؤلؤة كثيرة الثمن سنبيع اللآلئ الكثيرة، أي سنترك خطايا وملذات العالم.