في هذا اليوم وُلِدَ الربُّ الذي هو حياةُ وخلاصُ البشر. اليومَ تمَّت مصالحةُ اللاهوت مع الناسوت، والناسوت مع اللاهوت. اليوم ارتكضت الخليقةُ كلُّها. اليوم صار للناس طريقٌ نحو الله، وصار لله طريقٌ نحو النفس … لقد كَمَلَ زمانُ القيود والحبس والظلام الذي حُكِمَ به على آدم. فاليومَ جاءه الفداءُ والحريةُ والمصالحةُ، والشركةُ مع الروح والاتحادُ بالله! اليوم رُفِعَ العارُ من على جبينه، وأُعطِيَت له دالةٌ لينظرَ بوجهٍ مكشوفٍ فيتحدَ بالروح! اليومَ تستقبلُ العروسُ (البشرية) عريسَها، اليوم تمَّ الاتحادُ والشركةُ والمصالحةُ بين السمائيين والأرضيين، ذلك الاتحاد الذي هو بعينه الإلهُ المتأنِّس! لقد لاقَ به أن يأتي لابساً الجسدَ، حتى يستردَ الناسَ ويُصالحهم مع أبيه! (أبو مقار)