علينا أن لا نضطرب حينما يحل بنا ما يُخالف وعد الله، فذاك الذي جاء لخلاص شعبه، بل لخلاص العالم ماذا كانت أوائله:
أمه تلجأ الي الهرب، وطنه يقع في شدائد لا يمكن التغلب عليها، قُتِل في وقته أطفال بيت لحم الأبرياء قتلاً أشد مرارة من كل قتل، بكاء وعويل كثير، ونحيب في كل مكان.
فالله يروق له دائماً أن تتم تدابيره بما يُناقضها، إذ يُعطينا بذلك دليلاً قاطعاً علي قدرته.
وعلي هذا النحو هذّب يسوع تلاميذه، وأعدهم ليُحسنوا العمل في كل شئ، مُدبراً الضد بالضد لتكون الأعجوبة أعظم وأبين. حتي إذا ما قُتلوا وطُرِدوا وتحملوا شدائد، ينتصرون علي جلاديهم وطارديهم. يُعطينا دائماً علي الأرض راحة مؤقتة.
إذ بعدها تراءي الملاك ليوسف في حلم قائلاً:
(قم خذ الصبي وأمه، واذهب الي أرض اسرائيل)
لم يعد يقول له اهرب بل اذهب. فلقد أعاد لهم الراحة بعد الشدة.
وهكذا تكون نهاية كل أمر من تدابيرة.
(ق.يوحنا ذهبي الفم)
الأنبا رافائيل
1٬199