شرح قطمارس يوم الخميس من الأسبوع السادس من الصوم الكبير
(تفسير القس أنطونيوس فكرى)
** النبوات:
الملوك الثانى:
إليشع يقيم ابن الشونمية. وهنا موت يتحول إلى حياة مرتين. فالشونمية يصير لها ولد بعد أن شاخ رجلها، ثم بعد أن يموت يقيمه.
وفتح الصبي عينيه = الحي له إستنارة وهذا هو المقصود بالنبوة، فالمعمودية = حياة جديدة وإستنارة.
إشعياء:
أرسل الله كورش (وهو رمز للمسيح) وأخضع أمامه أمماً (رمز للشياطين). لأفتح أمامه المصاريع (رمز لفتح أبواب الجحيم وأبواب الفردوس). وأعطيك كنوز الظلمة = قديسي العهد القديم الذين كانوا في الجحيم ونقلهم المسيح إلى الفردوس.
ليعلموا الذين هم من مشرق الشمس والذين هم من المغرب أنه ليس غيري = دخول الأمم للحياة. المسيح أعطى الحياة لكل العالم. إقطري أيتها السموات = نزول الروح القدس على الكنيسة لتعطي ثمرها.
أمثال سليمان:
الحكمة (المسيح) بنت لها بيتاً (الكنيسة) وثبتت أعمدتها السبعة (الأسرار السبعة) وذبحت ذبائحها (الإفخارستيا) = ومزجت خمرها في الأواني ، كلوا من خبزي وإشربوا من الخمر. لكن التناول من الجسد والدم وحده لا يكفي بل رأس الحكمة مخافة الرب..
بهذه تكثر أيامك = يكون لك حياة أبدية كما قال المسيح من يأكلني يحيا بي. وبدون مخافة الرب يكون التناول بدون استحقاق، وهذا قد يؤدى للمرض بل للموت الجسدى فضلا عن الموت الروحى.
أيوب:
الله لا يستجيب للأشرار. إذاً نحن لن نستفيد من مائدة التناول ويكون لها ثمر في حياتنا إلاّ لو قدمنا توبة.
** باكر:
المزمور:
ارحمني يا رب وأنظر إلى ذلي من أعدائي = هذه تساوي “هيأت قدامي مائدة تجاه مضايقي” (مز5:23).
هنا صلاة لله لكي لا نهلك ونستمر أحياء، والهلاك يأتي من أعدائنا الذين يذلونا. لكن الله هيأ لنا سراً عظيماً للحياة = يا رافعي من أبواب الموت.
الإنجيل:
إنجيل القداس عن جسد ودم المسيح المأخوذ من عصير الكرمة. وإنجيل باكر عن الكرامين الأردياء. والكرم هو الكنيسة التي أسسها السيد المسيح وأعطاها حياة هي دمه أي عصير الكرمة. وصعد (أى سافر زماناً طويلاً). والمسيح يريد ثمر من هذا الكرم. فهل نحن أحياء مثمرين فعلاً نفرح قلب المسيح.
** القراءات:
البولس:
لا يكفي التناول لكي تكون لنا حياة “فالذي يتناول بدون إستحقاق يصبح مجرماً في جسد الرب ودمه” (1كو27:11). لذلك نسمع هنا عن ضرورة أن تحيا الرعية كلها أسقف وكهنة وشعب في تقوى فيكون لهم ثمر.
الكاثوليكون:
المسيحي يبني نفسه بإيمان صحيح مصلين في الروح القدس ويحفظ نفسه في محبة الله منتظرين رحمة ربنا يسوع المسيح للحياة الأبدية. ولكن ليس فقط يهتم بنفسه، بل بخلاص إخوته. بكتوا البعض.. خلصوا البعض..
الإبركسيس:
هنا نرى بولس الرسول العظيم يكاد يغرق ويموت. فالحياة التي يعطيها الله ليست حياة للجسد بل هي حياة أبدية للروح، هذه نأخذها من الإفخارستيا.
** القداس:
المزمور:
يا رافعي من أبواب الموت = فالرب رفعنا من الموت للحياة بهذا السر العظيم.
لكيما أخبر بتسابيحك = الذي صارت له الإستنارة يعرف المسيح، ومن يعرفه يسبحه.
الإنجيل:
المعمودية تعطينا أن نولد كأولاد لله متحدين بالمسيح. ولكن في حياتنا في العالم نخطئ وحيث أن الخطية موت، فنحتاج للإفخارستيا. من يأكل جسدي ويشرب دمي فله حياة أبدية. من يأكل جسدي ويشرب دمي يثبت فيّ وأنا أيضاً أثبت فيه. فهذا السر هو لإستمرارية ثباتنا في جسد المسيح. ومن له حياة فله إستنارة. “فيه كانت الحياة والحياة كانت نور الناس” (يو 1 : 4). والتناول يعطى لغفران الخطايا فيتنقى القلب، وبنقاوة القلب نعاين الله. وبذلك فالتناول يعطي إستنارة. وهذا ما حدث مع تلميذي عمواس إذ إنفتحت أعينهما وعرفا المسيح عند كسر الخبز. فالإنسان الحي حواسه مفتوحة أما الميت فحواسه مغلقة. بالمعمودية صرنا أغصان في الكرمة والتناول هو العصارة التي تعطي الحياة للغصن.
1٬160